محمد جمال عرفة/ في إبريل 1994، وبينما كان الرئيس الرواندي الأسبق "جوفينال هابياريمانا" (من قبيلة الهوتو) عائدا إلي بلاده عقب توقيع اتفاقية سلام بين حكومته والجبهة الوطنية الرواندية المتمردة (من قبيلة التوتسي)، اخترق صاروخ طائرته لتسقط محترقة؛ لتندلع أكبر مذبحة إفريقية قادتها مليشيات يطلق عليها اسم "إنتراهامو" من متطرفي قبيلة الهوتو الذين يمثلون أغلبية سكانية في البلاد وبرعاية مباشرة من الجيش الرواندي ذي الأغلبية من الهوتو أيضا.
المذبحة التي راح ضحيتها قرابة مليون قتيل من قبيلة التوتسي (أقلية) قُتلوا بالسواطير والسيوف، كانت بمثابة تطهير عرقي واضح ناتج عن جهل وتعصب قبلي أججه صراع القوى الاستعمارية (فرنسا وبريطانيا وأمريكا) على المصالح والنفوذ في هذا البلد الهام في منابع النيل، وكانت مثالا حيا على "جرائم الحرب الغربية" في القارة السمراء التي تقوم بها بالوكالة عنهم عصابات عرقية مسلحة!
أفضل الأفلام بلا جمهور
ومع أن المذابح العرقية التي شهدتها رواندا في التسعينيات كانت موضوعا لعدة أفلام روائية ووثائقية كان آخرها الفيلم الوثائقي "اقتلوهم جميعا" للصحافي الفرنسي "جان سان أوكسيبري" والذي سبق أن بثته القناة الفرنسية الألمانية "أيه ر تي"، فقد كان فيلم "فندق رواندا" (Hotel Rwanda) للمخرج الأيرلندي "تيري جورج" الأفضل على الإطلاق؛ لأنه يروي قصة حقيقية عن المذبحة من جهة، ولأنه يكشف بلا رتوش الدور الغربي في السماح بوقوعها.
والغريب أن هذه الأفلام القوية التي تعتمد على تقنيات فنية عالية لإيصال حجم الدمار والقتل من حيث البراعة في تصوير حجم الدمار، وبشاعة القتل بالسيوف، لا تجد الإقبال الكافي من جمهورنا العربي.
ففي قاعة عرض تتسع لـ 500 لم يحضر سوى 3 أفراد لمشاهده الفيلم، رغم أنه يصنف ضمن أفلام الأكشن أو التاريخ التي يفترض أن الجمهور يفضلها.
قصة حقيقية
المذبحة على أشدها
الفيلم يحكي قصة حقيقية عن دور "بول ريزساباجينا" مدير فندق "ميل كولين" بالعاصمة الرواندية Kigali (وهو من الهوتو ومتزوج سيدة من التوتسي) الذي يمثل دوره الممثل الأسباني "دون تشيدل"، في إنقاذ حياة 1268 شخصا غالبيتهم من التوتسي من القتل على يد عصابات الهوتو، بعدما سمح لهم بالدخول إلى الفندق والإقامة فيه بدل السياح الأوربيين الذين غادروه، وسعى بأساليب عديدة (منها الرشوة المالية لقادة الجيش الرواندي، وزعم علاقته بجهات متنفذة في الداخل والخارج) لحمايتهم من عمليات التقتيل الجماعي حتى بدأ التدخل الدولي.
والفيلم بمثابة شهادة إدانة واضحة لجرائم الحرب الأهلية بعدما رفضت كل الدول الغربية ذات النفوذ والقوات في المنطقة (فرنسا وبريطانيا وأمريكا) التدخل لإنقاذ الضحايا أو وقف عمليات الذبح الدائرة علنا بالسيوف في الشوارع والتي نقلتها عدسات مصوري التلفزيونات الأوربية على الهواء مباشرة إلى العالم!.
والفيلم يقدم شهادات حية على لسان مسئولي قوات الأمم المتحدة في رواندا التي حمت الفندق، وشهادات عن الدور الغربي الصامت حيال المجازر ورفض التدخل، ومن بين تلك المشاهد نرى أن قائد هذه القوات الدولية يصب جام غضبه على فرنسا وأمريكا وبريطانيا. كما يقدم كذلك أدلة واضحة على قدرة هذه الدول على وقف المذابح ولكنها لم تفعل!.
أنتم.. "حثالة"!
مشهد من القتال في الفيلم
وربما كان أفضل مشهد معبر عن هذا التخاذل الغربي والمسئولية المباشرة عن المذابح هو مشهد قائد القوات الدولية وهو يبلغ مدير الفندق "إنهم لا يهتمون لشأنكم.. إنكم حثالة بالنسبة لهم"، وذلك بعدما استبشر مدير الفندق بوصول قوات أوربية وظن أنهم حضروا لوقف المذابح ففوجئ بأن لديهم أوامر بإنقاذ الأوربيين (البيض) فقط، ورفض إنقاذ أي شخص أسود لحد منع شخص بريطاني الجنسية أسود اللون يعمل مع فريق أحد التلفزيونات الغربية من الصعود لحافلات الإنقاذ لمجرد أنه أسود اللون.
أيضا كانت الميزة الحقيقية التي ميزت الفيلم أنه كشف الدور الفرنسي والأمريكي والبريطاني والبلجيكي أيضا في تأجيج المذابح، حيث كانت فرنسا ودول الفرانكوفون مؤيدة لقوات الهوتو في حين تؤيد أمريكا وبريطانيا والمحور الأنجلوسكسوني، التوتسي، بدليل أن ميليشيات "إنتراهامو" والجيش الرواندي ذا الغالبية من الهوتو أوقفت هجومها على الفندق عندما قام مدير الفندق بالاتصال برئيسه في بلجيكا وطلب الاتصال بالرئيس الفرنسي "فرانسوا ميتران" وقتها لممارسة نفوذه على حكومة رواندا لوقف الهجوم.
بل إن إنقاذ حياة رواد الفندق الهاربين من القتل الجماعي لم يتم إلا عندما بدأت قوات التمرد ذات الأغلبية من التوتسي في الهجوم على المدينة وتحقيق تقدم فتم عقد اتفاقات تبادل لاجئين بين طرفي النزاع نزح معها رواد الفندق.
أيضا يكشف الفيلم علاقات الفساد بين قادة الجيش الرواندي وعصابات التجارة والمال، وكيف أن هذه العصابات استفادت من الحرب في الإثراء بشكل فاحش من خلال رفع أسعار السلع، واستيراد حتى السيوف التي استخدمت في المذابح.
وما جعل فيلم "فندق رواندا" فيلما سياسيا بامتياز هو كشفه موقف الأمم المتحدة وفرنسا والغرب عموما، حيث أثبت الفيلم أنهم مجرمو الحرب الحقيقيون الذين أداروا المعركة من خلف الستار عبر دمى من العرائس هم عصابات الهوتو وبعض قادة الجيش الرواندي.
المقابر لم تملأ بعد!
مشهد الهروب
وقد أجرت جريدة "لوفيجارو" الفرنسية حوارا مع "بول ريزساباجينا" مدير الفندق الذي صورت به أغلب مشاهد الفيلم بعددها الصادر بتاريخ 30 مارس 2005 قال فيه إنه تمكن وأمام لامبالاة الرأي العام الدولي ومن خلال مفكرة كان يحتفظ بها من الاتصال بالعالم الخارجي ليضعهم على صورة ما يحدث، فقد هاتف العديد من الأشخاص والمؤسسات بما فيها البيت الأبيض وقصر الإليزيه.
ويرى أن بثه للشائعات لدى قادة الجيش الرواندي المتضمنة أن الغرب سيحاكمهم بتهمة جرائم الحرب مكّنه من إبعاد المجازر عن الفندق، وهذا ساهم في الضغط على الولايات المتحدة التي أعلنت بالفعل فيما بعد أنها ستلاحق المسئولين، مشيرة إلى أن العملية ترمي إلى القبض على المسئولين عن جرائم الحرب في رواندا عام 1994 وأولئك المسئولين عن قتل 8 سياح أجانب بينهم أمريكيان عام 1999.
وقد ظلت فرنسا تنفي عن نفسها تهمة التورط في المذابح رغم أنها صمتت عنها وساعدت قوات الهوتو عمليا عبر تسليحهم وتدريبهم، بل تدخلت فقط عندما بدأت قوات التمرد التوتسية التقدم داخل العاصمة وهزيمة الهوتو.
ويفسر مدير الفندق في حديثه مع "لوفيجارو" ما حدث بأنه نتاج لسياسة اللاعقاب بعد نهاية الحقبة الاستعمارية وحصول رواندا على الاستقلال سنة 1959، حيث قام الهوتو بوضع حد لهيمنة التوتسي الذين كانوا عرضة للمذابح واللجوء إلى الدول المجاورة. إضافة إلى فساد المسئولين عن البلد الذين استعملوا راديو فندق "ميل كولين" لبث الحقد والكراهية؛ فحينما بدأت المذابح أصبحت عبارة "اقتل" واجبا وطنيا والتزاما وكان الراديو يردد: "اقتلوا جيرانكم، المقابر لم تملأ بعد"!
تجاهل تام!
الفيلم ولطبيعة القضية التي عالجها فاز بجوائز فنية عدة، إذ حصل كاتبو سيناريو فيلم على جائزة "هومانيتاس" أي أفضل سيناريو عن كتاباتهم المتميزة في التصوير الدقيق لواقع ما تعرض له ضحايا الفصل والتمييز العنصري، وهما "كير بيترسون" و"تيرى جورج"، كما ذهبت جائزة اختيار جمهور السينما لصالح الفيلم في ختام أعمال المهرجان السينمائي بكندا مؤخرا.
الفيلم على بشاعة مشاهده وعمق الألم الذي يقدمه للمشاهد يعتبر وثيقة روائية مصورة تشكل دليل إدانة على جرائم الحرب التي ارتكبتها الدول الغربية في إفريقيا في سعيها لتأمين مصالحها ومطامعها فقط.
لكن عندما يتجاهل وزير الخارجية الفرنسي مثلا تصريحات وزير الخارجية الرواندي "تشارلز موليجاند" متهما فرنسا بأنها "لا تعترف بأخطائها، فلو كانت لهم قلوب بشرية لشعروا بالخزي وطلبوا السماح..."، ندرك أن الغرب يرى جرائمه ولا يعترف بها مطلقا.
المذبحة التي راح ضحيتها قرابة مليون قتيل من قبيلة التوتسي (أقلية) قُتلوا بالسواطير والسيوف، كانت بمثابة تطهير عرقي واضح ناتج عن جهل وتعصب قبلي أججه صراع القوى الاستعمارية (فرنسا وبريطانيا وأمريكا) على المصالح والنفوذ في هذا البلد الهام في منابع النيل، وكانت مثالا حيا على "جرائم الحرب الغربية" في القارة السمراء التي تقوم بها بالوكالة عنهم عصابات عرقية مسلحة!
أفضل الأفلام بلا جمهور
ومع أن المذابح العرقية التي شهدتها رواندا في التسعينيات كانت موضوعا لعدة أفلام روائية ووثائقية كان آخرها الفيلم الوثائقي "اقتلوهم جميعا" للصحافي الفرنسي "جان سان أوكسيبري" والذي سبق أن بثته القناة الفرنسية الألمانية "أيه ر تي"، فقد كان فيلم "فندق رواندا" (Hotel Rwanda) للمخرج الأيرلندي "تيري جورج" الأفضل على الإطلاق؛ لأنه يروي قصة حقيقية عن المذبحة من جهة، ولأنه يكشف بلا رتوش الدور الغربي في السماح بوقوعها.
والغريب أن هذه الأفلام القوية التي تعتمد على تقنيات فنية عالية لإيصال حجم الدمار والقتل من حيث البراعة في تصوير حجم الدمار، وبشاعة القتل بالسيوف، لا تجد الإقبال الكافي من جمهورنا العربي.
ففي قاعة عرض تتسع لـ 500 لم يحضر سوى 3 أفراد لمشاهده الفيلم، رغم أنه يصنف ضمن أفلام الأكشن أو التاريخ التي يفترض أن الجمهور يفضلها.
قصة حقيقية
المذبحة على أشدها
الفيلم يحكي قصة حقيقية عن دور "بول ريزساباجينا" مدير فندق "ميل كولين" بالعاصمة الرواندية Kigali (وهو من الهوتو ومتزوج سيدة من التوتسي) الذي يمثل دوره الممثل الأسباني "دون تشيدل"، في إنقاذ حياة 1268 شخصا غالبيتهم من التوتسي من القتل على يد عصابات الهوتو، بعدما سمح لهم بالدخول إلى الفندق والإقامة فيه بدل السياح الأوربيين الذين غادروه، وسعى بأساليب عديدة (منها الرشوة المالية لقادة الجيش الرواندي، وزعم علاقته بجهات متنفذة في الداخل والخارج) لحمايتهم من عمليات التقتيل الجماعي حتى بدأ التدخل الدولي.
والفيلم بمثابة شهادة إدانة واضحة لجرائم الحرب الأهلية بعدما رفضت كل الدول الغربية ذات النفوذ والقوات في المنطقة (فرنسا وبريطانيا وأمريكا) التدخل لإنقاذ الضحايا أو وقف عمليات الذبح الدائرة علنا بالسيوف في الشوارع والتي نقلتها عدسات مصوري التلفزيونات الأوربية على الهواء مباشرة إلى العالم!.
والفيلم يقدم شهادات حية على لسان مسئولي قوات الأمم المتحدة في رواندا التي حمت الفندق، وشهادات عن الدور الغربي الصامت حيال المجازر ورفض التدخل، ومن بين تلك المشاهد نرى أن قائد هذه القوات الدولية يصب جام غضبه على فرنسا وأمريكا وبريطانيا. كما يقدم كذلك أدلة واضحة على قدرة هذه الدول على وقف المذابح ولكنها لم تفعل!.
أنتم.. "حثالة"!
مشهد من القتال في الفيلم
وربما كان أفضل مشهد معبر عن هذا التخاذل الغربي والمسئولية المباشرة عن المذابح هو مشهد قائد القوات الدولية وهو يبلغ مدير الفندق "إنهم لا يهتمون لشأنكم.. إنكم حثالة بالنسبة لهم"، وذلك بعدما استبشر مدير الفندق بوصول قوات أوربية وظن أنهم حضروا لوقف المذابح ففوجئ بأن لديهم أوامر بإنقاذ الأوربيين (البيض) فقط، ورفض إنقاذ أي شخص أسود لحد منع شخص بريطاني الجنسية أسود اللون يعمل مع فريق أحد التلفزيونات الغربية من الصعود لحافلات الإنقاذ لمجرد أنه أسود اللون.
أيضا كانت الميزة الحقيقية التي ميزت الفيلم أنه كشف الدور الفرنسي والأمريكي والبريطاني والبلجيكي أيضا في تأجيج المذابح، حيث كانت فرنسا ودول الفرانكوفون مؤيدة لقوات الهوتو في حين تؤيد أمريكا وبريطانيا والمحور الأنجلوسكسوني، التوتسي، بدليل أن ميليشيات "إنتراهامو" والجيش الرواندي ذا الغالبية من الهوتو أوقفت هجومها على الفندق عندما قام مدير الفندق بالاتصال برئيسه في بلجيكا وطلب الاتصال بالرئيس الفرنسي "فرانسوا ميتران" وقتها لممارسة نفوذه على حكومة رواندا لوقف الهجوم.
بل إن إنقاذ حياة رواد الفندق الهاربين من القتل الجماعي لم يتم إلا عندما بدأت قوات التمرد ذات الأغلبية من التوتسي في الهجوم على المدينة وتحقيق تقدم فتم عقد اتفاقات تبادل لاجئين بين طرفي النزاع نزح معها رواد الفندق.
أيضا يكشف الفيلم علاقات الفساد بين قادة الجيش الرواندي وعصابات التجارة والمال، وكيف أن هذه العصابات استفادت من الحرب في الإثراء بشكل فاحش من خلال رفع أسعار السلع، واستيراد حتى السيوف التي استخدمت في المذابح.
وما جعل فيلم "فندق رواندا" فيلما سياسيا بامتياز هو كشفه موقف الأمم المتحدة وفرنسا والغرب عموما، حيث أثبت الفيلم أنهم مجرمو الحرب الحقيقيون الذين أداروا المعركة من خلف الستار عبر دمى من العرائس هم عصابات الهوتو وبعض قادة الجيش الرواندي.
المقابر لم تملأ بعد!
مشهد الهروب
وقد أجرت جريدة "لوفيجارو" الفرنسية حوارا مع "بول ريزساباجينا" مدير الفندق الذي صورت به أغلب مشاهد الفيلم بعددها الصادر بتاريخ 30 مارس 2005 قال فيه إنه تمكن وأمام لامبالاة الرأي العام الدولي ومن خلال مفكرة كان يحتفظ بها من الاتصال بالعالم الخارجي ليضعهم على صورة ما يحدث، فقد هاتف العديد من الأشخاص والمؤسسات بما فيها البيت الأبيض وقصر الإليزيه.
ويرى أن بثه للشائعات لدى قادة الجيش الرواندي المتضمنة أن الغرب سيحاكمهم بتهمة جرائم الحرب مكّنه من إبعاد المجازر عن الفندق، وهذا ساهم في الضغط على الولايات المتحدة التي أعلنت بالفعل فيما بعد أنها ستلاحق المسئولين، مشيرة إلى أن العملية ترمي إلى القبض على المسئولين عن جرائم الحرب في رواندا عام 1994 وأولئك المسئولين عن قتل 8 سياح أجانب بينهم أمريكيان عام 1999.
وقد ظلت فرنسا تنفي عن نفسها تهمة التورط في المذابح رغم أنها صمتت عنها وساعدت قوات الهوتو عمليا عبر تسليحهم وتدريبهم، بل تدخلت فقط عندما بدأت قوات التمرد التوتسية التقدم داخل العاصمة وهزيمة الهوتو.
ويفسر مدير الفندق في حديثه مع "لوفيجارو" ما حدث بأنه نتاج لسياسة اللاعقاب بعد نهاية الحقبة الاستعمارية وحصول رواندا على الاستقلال سنة 1959، حيث قام الهوتو بوضع حد لهيمنة التوتسي الذين كانوا عرضة للمذابح واللجوء إلى الدول المجاورة. إضافة إلى فساد المسئولين عن البلد الذين استعملوا راديو فندق "ميل كولين" لبث الحقد والكراهية؛ فحينما بدأت المذابح أصبحت عبارة "اقتل" واجبا وطنيا والتزاما وكان الراديو يردد: "اقتلوا جيرانكم، المقابر لم تملأ بعد"!
تجاهل تام!
الفيلم ولطبيعة القضية التي عالجها فاز بجوائز فنية عدة، إذ حصل كاتبو سيناريو فيلم على جائزة "هومانيتاس" أي أفضل سيناريو عن كتاباتهم المتميزة في التصوير الدقيق لواقع ما تعرض له ضحايا الفصل والتمييز العنصري، وهما "كير بيترسون" و"تيرى جورج"، كما ذهبت جائزة اختيار جمهور السينما لصالح الفيلم في ختام أعمال المهرجان السينمائي بكندا مؤخرا.
الفيلم على بشاعة مشاهده وعمق الألم الذي يقدمه للمشاهد يعتبر وثيقة روائية مصورة تشكل دليل إدانة على جرائم الحرب التي ارتكبتها الدول الغربية في إفريقيا في سعيها لتأمين مصالحها ومطامعها فقط.
لكن عندما يتجاهل وزير الخارجية الفرنسي مثلا تصريحات وزير الخارجية الرواندي "تشارلز موليجاند" متهما فرنسا بأنها "لا تعترف بأخطائها، فلو كانت لهم قلوب بشرية لشعروا بالخزي وطلبوا السماح..."، ندرك أن الغرب يرى جرائمه ولا يعترف بها مطلقا.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق