........... .لمحبى التمثيل واحتراف العمل كمذيع اقدم سلسلة كيف تصبح ممثلا جيدا بالصوت والصوره تمنياتى للجميع بالتوفيق....تابع فى المدونه دروس تعليم الاخراج فى المدونات السابقه.....كتاب فن كتابة السيناريو على نيو فجن .... خمس كتب فى التصوير والمونتاج والصوت والاضائه على نيو فجن ......تحليلات ومقالات لاهم الاعمال السينمائيه.....مواقع المهرجانت العربيه والدوليه والعالميه.....مواقع تهم العالملين فى الاخراج والتصوير على نيو فجن

الثلاثاء، 4 أغسطس 2009

فيلم الفرح و متعة القسوة


عبدالله الحمد من جدة: صنع السيناريست أحمد عبدالله والمخرج سامح عبدالعزيز فلم "علَّم" علامة فارقة في السينما المصرية, فيلم "الفرح" يجعلك "تخجل" من نفسك حينما "تستمتع" في مشاهدة "المعاناة".
فيلم "الفرح" لوكيشن واحد, ولكن كان، ببراعة، "مساحة كلاكيت" لعدَّة متناقضات؛ خيمة الفرح المنصوبة وسط حارة من حارات القاهرة .. نصبها "زينهم" بنوايا فرح تـُخبئ الكثير من النوايا الأخرى! فكانت تطبيق لمثال "وراء الخيمة ما وراءها".
تلك الخيمة الفرائحية، التي نصبت في زفاف مفبرك لجمع مال النقطة لأب عائلة فقيرة تسعى لشراء ميكروباص، جمعت تلك الخيمة الفرح مرة والكآبة مرات, كانت تلك الخيمة بمرتاديها مجمع للكوميديا السوداء مرة و لدراما القسوة في أفظع صورها مرات.
كل ما في تلك الخيمة بدأ يتشرب اللعبة, فقد جاء "معازيم" الفرح بنوايا ظاهرها الفرح وباطنها أشياء فضحها مخرج الفلم بقسوة ممتعة! لقد روض المخرج سامح عبدالعزيز مشاعرنا الهائجة وجعل منها "خاتم" في أصبعه يقلبها كيف يشاء. فحينما تبلغ قمة الفرح والضحك فجأة، وبضربة سوط واحدة، يجعلك تبكي بقسوة.
فيلم "الفرح" رسم به السيناريست أحمد عبدالله سيناريو من صنف "ما لا عين رأت" عرى به حتى النوايا، فضح الفرح حتى خواطر النفس عند المشاهد فضحها أمام نفسه قبل أن يفضحها أمام الأخر .. وحتى أكون منصفًا .. لم تكن تلك الخيمة البطلة لتقوم لولا أعمدتها أدائية ممتازة من طاقم ممثلين يغلب عليهم الشباب .. كان جميع الطاقم يقدم شخصيات الفيلم بوعي وإتقان ..لم يكن في فيلم "الفرح" شخصية كومبارس .. الكومبارس في لحظة من اللحظات يقنعك انه هو الفرح بكل تناقضاته .. من زينهم بتاع الفرح إلى النبطشي "عسل"، بل حتى "ميكرفون" الفرح المنصوب في الحارة والذي كان يمارس دوره وسلطته في فضح تلك الخيمة وفرحها المزيف.. كلهم كانوا بكل أمانة "في الفورما" فيلم الفرح يجعل الإنسان يخجل من نفسه ومن نواياه وأفكاره, فقد كان وجبة محاسبة للنفس بطريقة ممتعة وقاسية ومضحكة ومبكية، لقد كان صدمة نفسية تحتاجها عقولنا ومشاعرنا منذ فترة طويلة من شاشة مصر السينمائية.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق