........... .لمحبى التمثيل واحتراف العمل كمذيع اقدم سلسلة كيف تصبح ممثلا جيدا بالصوت والصوره تمنياتى للجميع بالتوفيق....تابع فى المدونه دروس تعليم الاخراج فى المدونات السابقه.....كتاب فن كتابة السيناريو على نيو فجن .... خمس كتب فى التصوير والمونتاج والصوت والاضائه على نيو فجن ......تحليلات ومقالات لاهم الاعمال السينمائيه.....مواقع المهرجانت العربيه والدوليه والعالميه.....مواقع تهم العالملين فى الاخراج والتصوير على نيو فجن

الثلاثاء، 5 أكتوبر 2010



طارق الشناوي

لم أستطع أن أستوعب علاقة هذا الاسم «الرجل الغامض بسلامته» بالفيلم الذي يلعب بطولته هاني رمزي.. بمجرد أن تستمع إلى هذا المقطع سوف تتذكر على الفور سعاد حسني وهي تغني لحسين فهمي «يا واد يا تقيل يا مجنني»، هذه الأغنية التي كتبها صلاح جاهين ولحنها كمال الطويل، حتى تصل إلى هذا المقطع «الرجل الغامض بسلامته متخفي بنظارة»، وتسأل ما هي العلاقة بين هاني رمزي وحسين فهمي؟.. الأول «كوميديان» والثاني «جان»، وفيلم «هاني رمزي» لا علاقة له من قريب أو بعيد بـ«خلّي بالك من زوزو»، وأغلب الظن أنهم كانوا حائرين في اختيار عنوان فوقع اختيارهم إنقاذا للموقف على هذه الجملة التي لا تعني شيئا.. هذا الفيلم ظل متعثرا بضعة أشهر ربما بسبب مشكلات إنتاجية.. ولهذا تم استكمال تصويره على مراحل متعددة، كان السؤال وقتها: هل يستطيع الصمود في وجه أفلام الصيف مع كبار نجوم الشباك، أم أن الملعب الأساسي له هو العيد؟.. وهكذا انتقل في اللحظات الأخيرة إلى أفلام العيد.
أرى دائما نجم الكوميديا يتحسس خطواته في اختيار الطريق، وفي العادة وطبقا لحالة السينما المصرية فإن القرار يملكه نجم الفيلم، يحدد مساره الفني وما الذي يقدمه للجمهور.. «هاني» كان يبدو لي في لحظة، ومن خلال استقراء مشواره السينمائي، أنه «يمشي على سطر ويترك سطرا»، أقصد يقدم فيلما كوميديا مثل «صعيدي رايح جاي» الذي انطلق من خلاله كنجم كوميدي جماهيري، ويعقبه بفيلم آخر سياسي مثل «جواز بقرار جمهوري»، ويعود بعد ذلك بفيلم كوميدي «محامي خلع»، ثم يعود إلى السياسة مع «عايز حقي»، ثم كوميدي «غبي منه فيه»، وينطلق بعدها إلى «ظاظا رئيس جمهورية».. ملحوظة الرقابة حذفت كلمتي «رئيس جمهورية» من التتر، وإن كان الفيلم لا يزال معروفا باسمه الثلاثي.. وبعد ذلك يقدم فيلما كوميديا «أسد وأربع قطط» يستعين فيه بأبطال الفرقة اللبنانية الغنائية «الفور كاتس».. هذه المرة أراد أن يجمع بين الحسنيين الكوميديا والسياسة، كان هذا هو هدفه، لكنه فشل في الحالتين، وهكذا جاء فيلمه الجديد «الرجل الغامض» الذي يعتبره «هاني رمزي» له خط سياسي من خلال علاقة بطل الفيلم بوزير اقتصادي، ورئيس الوزراء الذي أدى دوره «حسن حسني» الذي يقدم إليه الكثير من الأفكار التي تؤدي إلى انتعاش الاقتصاد المصري.. «هاني» شاب عاطل، وأغلب الأفلام التي قدمت في السنوات الأربع عشرة الأخيرة وتتناول قضايا الشباب سوف تكتشف أنها لا تتجاوز تلك «التيمة الدرامية»، شاب يبحث عن عمل ولا يجد أو يجد وظيفة لكن بإمكانيات مادية ضئيلة لا تمكنه من الزواج. وهكذا يكتشف هاني أن الحل أمامه يكمن في الذهاب إلى المطار واقتحام صالة العائدين، وينهال بالقبلات على أي أجنبية حسناء يراها، وبالتالي يتعرض للكثير من المواقف المحرجة التي تنتهي إلى شرطة المطار، ويتم الإفراج عنه بعد أن يتنازل أصحاب الشكاوى. لكن بعيدا عن أحداث المطار، ينتحل شخصية أحد رجال الأعمال، ويدخل إلى اجتماع لجمعية نسائية يعلن أنه يساندها في مواقفها الاجتماعية والسياسية، مؤكدا أنه يعرض أفكاره على الوزير ثم رئيس الوزراء.. الكذب كان وسيلته في الوصول إلى رئيس الوزراء، وكان حريصا على أن يتقرب إلى «نيللي كريم» بالكذب أيضا في لحظة صراحة مشتركة ويكتشف أنها هي أيضا تكذب عليه عندما توهمه بأن العرسان يلاحقونها، ثم يتوافق الاثنان على التعالي على الكذب وينتهي الفيلم بأغنية مشتركة.

لو أن الأفلام تقاس بمساحة الضحك فإن الفيلم فقير جدا في هذا الشأن، وبالطبع لا يقاس العمل الفني بمعدل قدرته على إثارة الضحك ولا بعدد الضحكات، إلا أننا عندما نجد أنفسنا بصدد فيلم سينمائي ليس لديه ما يضيفه سوى الضحك فلا نملك في هذه الحالة سوى هذا النوع من التقييم.. هاني لم يستطع أن يستوعب أن عليه أن يهرب من تلك الدائرة السينمائية، فهي لم تعد مناسبة له الآن وهو يقترب من الخمسين من عمره، وهذا الشاب الذي يبحث عن فرصة وزوجة كان لائقا عليه قبل عشر سنوات مثلا.. الزمن تغير، وملامح هاني وخبرته تؤهله للاتجاه إلى دوائر فنية أخرى، ولا أدري لماذا لم يستوعب أن مرور السنوات يفتح أمامنا مجالات كثيرة، وعلينا أن نختار الأفضل الذي يتوافق مع المرحلة العمرية التي نعيشها، خاصة أن هاني يتميز بأنه يتمتع في أعماقه بموهبة الممثل، وذلك في المرات القليلة التي يتاح له فيها التمثيل.. هكذا رأيته منذ بدايته في مسرح محمد صبحي قبل 20 عاما.. هاني أرى لديه موهبة ممثل يستطيع تقمص الأدوار وليس فقط «مضحكاتي» كما يعتقد البعض.

فيلم «الرجل الغامض» الذي كتبه بلال فضل لا يخرج عن كونه ترديدا لكل الأعمال الكوميدية التي كتبها هو أو سبق أن شاهدناها من تراث السينما المصرية.. الفيلم ليس لديه طموح مغاير للسائد، ولا يملك القدرة على الابتكار في اللمحة الكوميدية، بل تشعر بأن هذا الفيلم يعود بالكاتب لمرحلة أخرى سابقة على بدايته الأولى في أفلام مثل «حرامية في كي جي تو».. رغم أنه تقدم خطوات مثلا في فيلم «واحد من الناس».. الخطوات هناك تعني مقارنة بأعماله السابقة ولا تعني خطوات في السينما.. هذه المرة لا شيء في السيناريو يستوقفك.. ربما تجد نكتة تضحكك ولكن ماذا بعد؟ لا شيء.. المخرج محسن أحمد هو واحد من أهم مديري التصوير في السينما المصرية في الربع قرن الأخير، وكانت لمحسن تجربة سابقة في إخراج عدد من أغاني الفيديو كليب، وانتقل بعدها لإخراج فيلم «أبو العربي» قبل 5 سنوات أيضا بطولة هاني رمزي، وتعرض الفيلم لاعتراض جهة سيادية عليا في مصر، مما أدى إلى إعادة مونتاج الفيلم وحذف المشاهد التي أغضبت الدولة، ولم يدافع المخرج عن فيلمه. لم يكن محسن يملك رؤية إخراجية، ولكن في حدوده الدنيا أنجز فيلمه الأول «أبو العربي»، وبين الحين والحين كان يخرج بعض مسلسلات «السيت كوم» في التلفزيون، وتحول إلى مخرج، لكن لم تتحقق لديه تلك الرؤية الخاصة، وفي فيلمه الأخير «الرجل الغامض بسلامته» أرى تراجعا حتى عن فيلمه الأول.. لا تشعر بأن هناك إضافة ما تحققها حركة الكاميرا وتوجيه الممثل والتكوين الدرامي.. أول لقاء بين هاني رمزي ونيللي كريم كان في فيلم «غبي منه فيه» 2004 إخراج رامي إمام، والحقيقة كان بينهما قدر من الهارمونية أسفر عن شاشة تحمل قدرا من البهجة.. هذه المرة لم أستشعر تلك الكيميائية، حيث إن بين النجمين شيئا ما مسروقا، وأيضا شيئا آخر مسلوقا في الفيلم.. المسروق هو الضحك الذي افتقدناه كثيرا، أما المسلوق فهو السيناريو لأن النص دفع به الكاتب من دون مراجعة.. من دون نظرة متأنية أخرى تراجع ما كتبه.. كما أن المخرج محسن أحمد لم يمنحنا الإحساس بأن هناك وجهة نظر يملكها من خلال مفردات التصوير، التكوين، المونتاج.. كان المخرج أقرب إلى الإحساس بأنه مخرج منفذ لسيناريو لم ينضج بعد، وبالطبع لا أحد من الممكن أن يقول لمدير تصوير ناجح مثل محسن أحمد بأن يكتفي فقط بالوقوف مصورا مبدعا ما دام لا يزال يريد أن يثبت نفسه كمخرج سينمائي، ولكن عليه هو أن يملك الجرأة ويحدد موقفه وإلى أين يتجه مؤشر إبداعه الحقيقي بعد أن يتأمل تجربته الثانية كمخرج روائي.

كان الكاتب بلال فضل قد أمتعنا في شهر رمضان بمسلسل «أهل كايرو» الذي تمرد فيه على الكثير من الأطر التقليدية التي ارتبطت بالدراما التلفزيونية خاصة فيما يتعلق بالشكل البوليسي، وكان بالفعل أحد نجوم رمضان في الكتابة الدرامية. نيللي كانت أيضا نجمة في رمضان من خلال مشاركتها في بطولة مسلسل «الحارة»، وأعتبرها هي نجمة رمضان الأولى، وعلى أقل تقدير إحدى أهم نجماته، وبقدر ما أسعدنا الكاتب والنجمة في رمضان، بقدر ما أتعسانا بهذا الفيلم في شوال.

الجواب يعرف من عنوانه.. ويبدو أن الأفلام أيضا من الممكن أن تعرف من عناوينها.. «الرجل الغامض بسلامته» عنوان مرتبك ومتلعثم، وكذلك الفيلم.

*الشرق الاوسط

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق